ماريا منتسوري
Maria Mantessori
1870 – 1952 l
طبيبة ايطالية، درست الطب في جامعة روما وتخرجت فيها ولكنها دخلت ميدان التربية كرائدة في تطبيق مفاهيم الدراسات الانثروبولوجية – علم الاجناس – ودراسة التخلف العقلي والاجتماعي وأثره على تعليم الصغار، وقد أهتمت بالبيئة المدرسية والطرق الواقعية في التعلم، التي تؤكد على الخبرة الحسية والانشطة الجسمية، كما أهتمت بتدريج المواد التعليمية في صعوبتها وتعقيدها لتناسب تنمية ذكاء الطفل ومهاراته. وقد أكدت على حرية الطفل. وفي بيوت الأطفال التي أنشأتها عملت على ايجاد جو من الاحترام لشخصية الطفل، وإتاحة الفرصة له ليتعلم من خلال الانشطة التي يهتم بها وتتحداه. وقد تركز اهتمامها على مساعدة الطفل على التعلم لا على حفظ المعلومات وقد أصبحت رائدة معترفاً بها عالمياً في التربية التقدمية للطفل. وكان اهتمام الاميركيين عظيماً بهذه الطبية في الفترة 1911 – 1915وآراؤها ما زالت تجد صدى في امريكا وخارجها، وطريقتها في التعليم تمارس الآن في صورتين:
إحدهما الصورة الاصلية التي تتبناها رابطة منتسوري الدولية، AMI وتستعمل في كثير من الدول مثل اوروبا وامريكا الجنوبية والهند وبعض الدول الآسيوية. اما الصورة الثانية فهي المعدلة والجديدة، والتي تعتمدها جمعية منتسوري الامريكية AMS. وتشيع في الولايات المتحدة الامريكية
وتضيف الصورة الامريكية المعدلة الى العناصر الاساسية لطريقة منتسوري انشطة موجهة نحو النمو العقلي والاجتماعي عند الاطفال مثل استخدام الخيال والابداع في القصص التي تحكى للتلاميذ وفي قيامهم بالادوار المختلفة، وتوفير الانشطة الفنية والجمالية، كما تؤكد على أهمية استخدام التلاميذ للغة في مواقف الحياة اليومية المختلفة، هذا بالاضافة الى التعديلات التي تقتضيها طبيعة العصر وظروف الحياة.
وفي تقويم طريقة منتسوري تقول الموسوعة الدولية للتربية: انها الطريقة التي صمدت لتحدي الزمن واثبت حتى الآن أنها اكثر الطرق اعتماداً عليها. فقد استطاعت هذه الطريقة ان تستمر منذ اول ظهورها في نهاية القرن التاسع عشر حتى الوقت الراهن[url=#_ftn1](1)[/url].
لقد أبدت منتسوري اثناء اشتغالها بالطب في احد مشافي روما للامراض العقلية، ميلاً واضحاتً نحو الاهتمام بالتربية ومعالجة ذوي العاهات وضعاف العقول من الاطفال ويتجلى ذلك في قولها: لقد اختلفت مع زملائي، فعقيدتي ان الضعف العقلي يمثل في اساسه مشكلة تربوية اكثر من ان يرجع الى مشكلة طبية. وفي سنة 1899 تتاح لها فرصة القاء احدى المحاضرات في مؤتمر التربية الذي عقد في (تورين) عن تعليم ذوي العاهات وتصرح بان مثل هؤلاء اشد احتياجاً الى العلاج بأساليب التربية منهم الى العلاج الطبي،
فيعجب بها وزير المعارف ويدعوها لاقاء المحاضرات على المدرسين في روما.
وبهذا الطريقة نجد ان تضع اساساً لمدرسة جديدة لضعاف العقول عند الاطفال هي مدرسة اورتوفرنيكا التي اشرفت على ادارتها، وقد أدى نجاحها في هذا الميدان الى اعتقادها ان هناك خطأ كبيراً في طريق تعلم العاديين من الاطفال، وقد زادت شهرتها عندما نجح أحد ضعاف العقول عندها في امتحان شهادة عامة، وكان نجاحه لا يقل في نسبته عن نجاح غيره من الاطفال العاديين، وقد أدهشت هذه النتائج التي وصلت اليها منتسوري الكثير من المربين، اما هي فقد عللت النجاح بقولها: ان نجاح ضعاف العقول وقدرتهم على منافسة الاطفال العاديين انما يرجع الى عامل واحد فقط هو لانهم تعلموا بطريقة مخالفة.
وهكذا آمنت بتطبيق هذا النمط من التربية والتعليم الذي مارسته مع ذوي الحاجات العقلية الخاصة، على غيرهم من الطلبة الاسوياء، فأتجهت ثانية الى الدراسة الأكاديمية لموضوعي التربية التجريبية وعلم النفس التجريبي في جامعة روما ، حيث تخرجت وعينت مدرسة في الجامعة نفسها.
وفي سنة 1906 عهد الى الدكتورة منتسوري بالاشراف على تعليم اطفال الاحياء الفقيرة في روما، وفي سنة 1907 فتحت اول مدرسة من ذلك النوع ، واطلق عليها ( مدارس الاطفال) أو بيوت الاطفال ، واعتمدت منتسوري بثلاثة اشياء:
1- صحة الاطفال
2- بالتربية الخلقية
3- بالنشاط الجسمي
وكان في كل مدرسة مرشدة او ناظرة، وطبيبة وحاضنة ، وكانت تقبل الاطفال بين سن الثالثة والسابعة ، وكان التعليم بالمجان.
وانتشرت هذه المدارس في ايطاليا وسويسرا، والدول الأوربية والأميركيتين كما ذكرنا.
تربية منتسوري لذوي الحاجات الخاصة:
نظراً لكون طريقة منتسوري التربوية قد وضعت في الاصل لذوي الحاجات العقلية الخاصة، فأن اول مبادئ هذه الطريقة هو : أن يخاطب المربي عقل هؤلاء الاطفال بطريقة أدنى من مخاطبة غيرهم من العاديين.
وبناء على هذا فأن المربي محتاج الى تنشيط حواس الطفل ذي الحاجة الخاصة، أكثر من حاجته الى أثارة عقله، ومن هنا أهتمت منتسوري بتدريب حواس المتعلمين، ورأت أن حاسة اللمس هي أهم حواس التعلم ، وأنها تسيطر على بقية الحواس. وأن حاسة اللمس من الحواس التي تتطور بسرعة في السنوات الاولى من حياة الاطفال . وان اهمالها في هذه السنين، يفقدها الكثير من قدرتها الادائية في سني العمر اللاحقة.
وتصر الدكتورة منتسوري على مراعاة التطور العقلي للطفل، ومراعاة ميوله فيجب ان تهتم بالتربية التي تؤدي الى اشباع خبرة الطفل، والطفل يمر بلحظات نفسية يكون استعداده العقلي فيها لتقبل المعلومات قوياً ، فاذا نحن تركنا هذه اللحظات تمر هباء، فمن العبث أن نحاول اعادتها، اذ يكون الوقت المناسب قد مضى، وان الطفل ان لم يستطع أن يقوم بعمل ما او يتذوق حقيقية ما ، فيجب على المدرسة الا تصر على ارغامه على ذلك. بل يجب ان تفرض ان هذا العمل قد جاء قبل اوانه. وعليها ان تنظر الدلائل التي تثبت ان الحاجة الى هذا العمل قد اصبحت ماسة.
لذا فهي لا تعترف بالجدول – البرنامج – المدرسي الذي يحدد عدد الحصص ونوعها، فقد رأت فيه تعاضاً مع مبدأ ميول المتعلمين، ولكنها تؤيد ان يكون الميل هو الذي يتيح للمتعلم اختيار أي نشاط يشبع ميله وان يقضي فيه التلميذ الوقت الذي يشعر فيه أنه أشبع ذلك الميل ولبى حاجاته.
ومع ان كثيرين من المربين الذين سبقوا منتسوري وعاصروها ركزوا على مسالة العقاب والثواب وأولوا القضيتين اهتماماً خاصاً وبخاصة مسالة الثواب عند السلوكيين فقد وقفت موقفاً حاداً من الثواب والعقاب بحيث انها رأت عدم تعريض الطالب لاحد منهما ، لانهما في نظرها حوافز قسرية وأنيه وغير طبيعية لانها لا تنبعث من النفس وان نجاح التلميذ في تعلم أي موضوع وشعوره الحقيقي بتقدمه فيه هو خير الجوائز التي يمكن ان يستشعر لذتها واهميتها.
اما عن وجهة نظر الدكتورة منتسوري في النظام او الانضباط المدرسي فهي تختلف عن المفهوم التقليدي الذي يمنع الاطفال من الحركة وبخاصة في المرحلة العمرية التي يدخل فيها التلميذ الى المدرسة، والتي هي مرحلة نمو متسارع، وهي تدعو الى اعطاء الطفل حرية الحركة، وترى ان الاطفال ليسوا قطعاً من الورق يجب تثبيتها بالدبابيس.
ولتطبيق المبادئ النفسية التي نادت بها الدكتورة منتيسوي فقد اقترحت ثلاثة اساليب من ِشانها ان تحقق تتلك المبادئ، هذه الاساليب هي:
1- التدرب على ممارسة الحياة العملية التي يعيشها الطفل.
2- التدرب على ايقاظ الحواس.
3- التدرب على المهارات والمعلومات التعليمية.
1- التدريب على ممارسة الحياة العلمية
وجميع اساليب التدرب على ممارسة الحياة عندها مشتق من فكرتي الحرية والشعور بالاستقلال، اذ هيأت في منازل الاطفال التي كانت تشرف عليها، فرص التدرب على كيفية غسل اليدين، وتنظيف الوجه والاسنان، فأعدت لهم مغاسل تتناسب مع اطوال التلاميذ، وكذلك فقد أتاحت لهم فرص التدرب على خلع ملابسهم، ولباسها بأنفسهم، عن طرق دمى ، يتدربون من خلالها على فك القطع المربوطة عليها واعادة ربطها، تهيئة لاقدارهم على اكتساب مهارتي لبس الثياب وخلعها، مما يشعر الاطفال بقدرتهم بالقيام بالاعمال اللازمة لهم بانفسهم، اوستقلالهم عن حاجة غيرهم فيما صاروا يقومون به وحدهم.
وفي مجال التربية الرياضية أعدت منتسوري تدريبات خاصة للاطفال، حيث قررت ان تمرينات الرياضية المعدة للكبار لا تصلح جميعها للصغار، وراعت ان تكون هذه التمرينات مناسبة لقدراتهم الجسمية من ناحية ومن ناحية اخرى ملبية لنموهم الحركي، وقد دربت الاطفال من خلال بعضها على اداء فعل الصعود والنزول عن الدرج في حياتهم، مما يجنبهم المحاذير التي يمكن ان تسبب عن العادات غير الصحيحة في ممارسة استعمال الادراج.
2- تدريب الحواس:
وقد اولت منتسوري حاسة اللمس اهتماماً خاصاً ، وقد يكون السبب في ذلك نجاحها في تجارب اجرتها عن اطفال فقدوا البصر، حيث استطاعوا تمييز عدة أشياء عن طريق اللمس. ورأت أن تطبق ذلك على الاطفال المبصرين. فكانت تعصب أعينهم وتطلب اليهم التعرف على اشياء محددة.
ولم يقتصر أهتمام منتسوري على حاسة اللمس، بل شملت تدريباتها الحواس الاخرى.
وقد أعدت أجهزة وادوات خاصة لتدريب الحوا، فقد أعدت لإدراك الحجوم اسطوانات خشبية مختلفة في الطول القصر ولإدراك الاشكال استخدمت اشكالاً هندسية مختلفة رسمت على ورق او صنعت من الخشب. ومن اجل تمييز الاوزان استعانت بكتل صغيرة متشابهة في حجمها وشكلها ، لكنها مختلفة في وزنها ولإدراك الملمس فقد استخدمت اجساماً مختلفة في النعومة والخشونة وللتمييز بين الالوان.
وصف السير في الدرس وفق طريقة منتسوري:
أخذت منتسوري عن (سجوين Sequin) فكرة تقسيم الدرس الى ثلاث خطوات:
1-ربط المدرك الحسي باسم الشيء ، فمثلاً حين يرى الطفل لونين مختلفين، كالأحمر والأزرق، يقرن اللون بشيء محسوس ، فيعرض على الطفل قطعة من الطباشير الحمراء وأخرى من الطباشير الزرقاء.
2- معرفة الشيء اذا ما ذكر اسمه، فيسأل المعلم الطفل ان يعطيه قطعة الطباشير الحمراء او الزرقاء.
3- استرجاع الاسم الخاص بالشيء، فيسأل الطفل، ما هذا اللون ؟ فيجيب هذا احمر او أزرق.
وتستخدم منتسوري طرقاً مشابهة في تنمية حواس اللمس عند الاطفال لكي يميزوا الأوزان ودرجة الحرارة
وقد أعدت منتسوري تمرينات خاصة بتنمية ادراك الاشكال الهندسية، والتفريق بينها حيث يطلب الى الطفل من خلالها ان يضع شكلاً خشبياً في مكان مخصص له ، أو أن يضع قطعاً خشبية الى جانب بعضها كي يكون شكلاً هندسياً، حيث يوظف حاسة النظر واللمس ، من خلال هذه الاعمال، أضافة الى التعرف الى الاشكال المختلفة كالمستطيل والدائرة والمثلث.
[url=#_ftnref1](1)[/url] محمد منير مرسي، تاريخ التربية في الشرق والغرب، عالم الكتب1994: 456.
السبت يناير 28, 2023 10:38 pm من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» Building aTactical Knowledge Scale of Women's Futsal
السبت يناير 28, 2023 10:35 pm من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» الحقيبة التعليمية بأسلوب التنافس الذاتي وأثرها في تعلم الأداء المهاري وإنجاز رمي القرص للطالبات
السبت يناير 28, 2023 10:18 pm من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» The educational bag by the method of self-competition and its impact on learning skill performance And the achievement of discus throwing for female students
السبت يناير 28, 2023 10:10 pm من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» مشاركة الدكتورة لمياء الديوان في تكريم المخترعين المشاركين في معرض كلية الكوت الجامعة (42) بالتعاون مع المركز الدولي الفرنسي .
الجمعة مايو 13, 2022 5:33 am من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» السوسيومترية
الخميس فبراير 17, 2022 2:07 am من طرف ahcene
» ابحاث البروفيسوره لمياء حسن الديوان مع روابطها في المجلات منذ عام 2005-2021
الثلاثاء فبراير 15, 2022 2:07 am من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» قناتي على اليوتيوب تابعوها
الثلاثاء فبراير 15, 2022 1:37 am من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» حادث سقوط الباب الحديدي لبيت د لمياء الديوان عليها
الثلاثاء فبراير 15, 2022 12:48 am من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» اختبارات للقوة العضلية
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 3:09 am من طرف houwirou
» الاختبارات والقياسات الفسيولوجية للجهاز القلبي التنفسي :
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 2:52 am من طرف houwirou
» اختبار التنظيم الإدراكي وتركيز الانتباه
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 2:50 am من طرف houwirou
» مصطلحات في الاختبارات والقياس
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 2:46 am من طرف houwirou
» ما هي بطارية الاختبارات البدنية وكيف يتم تصميمها؟
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 2:44 am من طرف houwirou
» مفهوم التقويم وأساليبه
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 2:32 am من طرف houwirou