تصمـيم وتقـنين اختبارات للقدرات الإبـداعـية الحركـية
بحـث وصـفي
عـلى الأطفال العراقيين بأعمار من 8-12 سنة
الأستاذ الدكتور المساعد لمـياء حسن محمد
1- التعريف بالبحث
1-1 المقدمة وأهمية البحث
لم تعد التربية الرياضية مجرد تمرين بدني يمارسه الفرد أو الجماعة على شكل تدريبات تحرك عضلات الجسم والشخص الرياضي لم يعد شخص مفتول العضلات يمتلك قوة عضلية يتفوق بها على أقرانه لأن الله وهبه القوة، بل إن التربية الرياضية هي تربية كاملة للجسم والعقل والوجدان وهي من أقوى السبل التي تساعد أي دولة على إعداد أبناءها لمستقبل أفضل، مما يتقدم ولكوننا مختصين في التربية الرياضية علينا أن ندخل الرياضة في كل المجالات ومنها إدخال الحركات والمهارات الرياضية في اختبارات بإمكان أي شخص إجرائها للتعرف على ما يملكه هو أو غيره من مواصفات ومنها القدرات الإبداعية ، والتي أصبحت الكثير من الدول وخاصة المتقدمة منها تسعى إلى الكشف عنها لدى الأطفال في وقت مبكر كي تستطيع بناء برامج لهؤلاء الذين نعتقد لو انهم تم اكتشافهم ورعايتهم لاختصرنا الزمن وحققنا نتائج نوعية ، إن الكثير من الأجراءت طرحت بشأن القدرات الإبداعية كانت تدور حول رأيين، هل هي موروثة؟ أم مكتسبة؟ ومثل على الرأي الأول ما أشار إليه كل من العالمين ( لون فيلد وبرايثون) " إن كل طفل يولد مبكرا ولكن ما يتعرض له الطفل في الأسرة والمدرسة هو الذي يؤدي إلى تشجيع القدرات الإبداعية أو كفها " (1) كما إن أصحاب الرأي الثاني يؤكدون إن الإبداع لا يورث وإنما يكتسب من خلال البيئة الثقافية والاجتماعية التي تنميها وتزكيها بالإضافة إلى الموهبة الفطرية التي يولد بها الإنسان والتي لا يجب أن تكون موهبة موروثة ولم تثبت أي دراسة ان الأفراد المبدعين عامة كانوا أبناء لمبدعين أمثالهم، كما إن عوامل البيئة والأعداد كلها عناصر أساسية حتى لهؤلاء الذين وهبهم الله تعالى موهبة الإبداع.
وتضم الباحثة رأيها إلى أصحاب الرأي الثاني في بحثها هذا الذي تروم فيه تصميم اختبارات للقدرات الإبداعية الحركية للأطفال أي قياس التفكير من خلال الحركة وادائها حيث يذكر نوري جعفر " إن الإبداع يتضح عند الأطفال الصغار في ألعابهم وقصصهم ورسومهم وفي استخدامهم الأدوات لأجل تحقيق أغراض جديدة غير مألوفة عند الكبار المحيطين بهم"(2)
هذا يعني انه عن طريق الحركة واللعب تتضح القدرات الإبداعية ، أي إننا نستطيع قياسها إذا ما أضفنا اختبارات تقيس القدرة على التفكير عن طريق الحركة وما دام ذلك ممكن فلماذا إلى الآن نقيس القدرات الإبداعية للأطفال عن طريق اختبارات الورقة والقلم والإبداع يقترن بإنتاج أشياء ذات قيمة عن طريق مهارات يظهرها الفرد ويمكن ملاحظتها " إن الشخص الذي يمتلك القدرة على إنتاج عدد كبير من الأفكار في وحدة زمنية ما إذا تساوت الاعتبارات الأخرى يكون صاحب الحظ الأكبر في الإبداع لأفكار ذات معنى"(3) أي انه يعيد صياغة أنواع محددة من المعلومات والخبرات الموجودة في نمط أو نظام جديد . والشخص الذي يمتلك قدرات يعني إن لديه قدرة على إيجاد رابطة خفية بين شيئين مألوفين لم يكن أحد قد كشف عن علاقتهما من قبل أو إنه ينقل ربط موجود بين شيئين مألوفين إلى شيئين آخرين لا علاقة بينهما سابقا.
إن الاهتمام الكبير في السنوات الأخيرة بالاختبارات والمقاييس الموضوعية ظهر لأنها تعد من الوسائل الفنية الرئيسية للتقويم وتلعب دورا كبيرا في التشخيص والتصنيف ومتابعة التقدم ووضع الدرجات والمعايير والمستويات فضلا عن إنها تساعد في توجيه المدربين واللاعبين للتعرف على نقاط القوة والضعف للصفات المطلوب تقويمها.
لقد نما هذا المقياس من البحوث التي أجريت للتعرف على الأشخاص المبدعين ولا نعني بهذا إننا نريد أن نجد نوع خاص من البشر مثل حالة اللاعب (ديك فوسيري) أو الموسيقار موزارت بل نريد التعرف على قطاعات كبيرة من الأطفال الذين لديهم قدرة على تنظيم العناصر المترابطة في تراكيب عديدة متطابقة مع المقتضيات الخاصة ، وكلما كان للفرد قدرة على ربط العناصر الأكثر تباعد الواحد من الأخر كلما كان الفرد أكثر إبداعا، وقد كانت أهداف الكثير من البحوث بناء اختبار نستطيع عن طريقه تميز المبدعين في المجالات العامة أي اختبار الإبداع العام إلا إننا ومنذ فترة نبحث في الإبداع الخاص أي( الإبداع في المجال الرياضي)
من هنا تأتي أهمية البحث إذ أرادت الباحثة تصميم اختبارات للقدرات الإبداعية الحركية للأطفال العراقيين بأعمار(3-10) سنوات عن طريق استخدام اختبارات تكون فيها الحركة أساسا لإبداع الطفل لان هذه الاختبارات غير موجودة وإن وجدت فهي بعيدة عن تخصص التربية الرياضية فقد تم استبدال الأدوات بدلا من أن تكون أدوات محيطة بالبيئة أصبحت كرات وموانع وبدلا من أن يكتب أفكاره وهو جالس على كرسي فإنه سوف سيتحرك داخل الملعب ويؤدي ويفكر في الحركات.
2-1 المشكلة
لقد كشفت بعض الدراسات التي أجريت في مجال الإبداع إن كل لديه قدرا من القدرات الإبداعية ممكن أن تظهر منذ الصغر ويمكن أن ينمى بالتدريب والمران وإن هذه المقدرة تختلف من شخص لأخر وإن قلة نادرة يهبها الله موهبة خارقة دون مران ولذا فمن الواجب علينا أن نكتشف القدرات الإبداعية في وقت مبكر لدى
الأعمار الصغيرة كي نتمكن من رعايتها وتدريبها بشكل سليم وذلك لا يتم إلا بالكشف عنها بواسطة الاختبارات التي تكشف هذه القدرات والتي يجب أن تلائم التخصص الذي نريد للطفل أن يتفوق به كي نساهم في بناء المجتمع الجديد الذي نتمنى أن يلحق بركاب الأمم والشعوب ، فمثلا عند انتقاء الرياضيين غالبا ما يتم عن طريق إجراء اختبارات بدنية وفسلجية وقد أهملت اختبارات القدرات الإبداعية للرياضيين هذا أولا وثانيا حتى وإن فكر أحد من المهتمين في الجانب الرياضي أن يختبر مجموعة من المبتدئين فإنه لا يجد اختبارات للقدرات الإبداعية خاصة بالنشاط الرياضي ( أي الحركة) هذان الآمران تعرضت لهما الباحثة من خلال عملها منذ 6سنوات في الكتابة عن القدرات الإبداعية والبحث عن الأشخاص المبدعين في التربية الرياضية خاصة ولذا فقد اتضحت مشكلة البحث وهي عدم وجود اختبارات تفحص القدرات الإبداعية عن طريق الحركة ، إن كل ما موجود هو اختبارات الورقة والقلم واختبارات الصورة واختبارات الكرسي والصحن وهي مشابهة لما وضعها ( تورانس و جليفورد) منذ خمس وسبعون سنة وعلى حد علم الباحثة لا يوجد من العراقيين أو العرب من صمم اختبارات للقدرات الإبداعية تقاس بواسطة الحركة أي إن البحوث التي بحثت عن القدرات الإبداعية للرياضيين استخدمت الاختبارات الإبداعية العامة ولم تستخدم اختبارات خاصة بالجانب الرياضي أي حركات متخصصة ولقد كتب ( رو شكا) في عام (1980) عن ضرورة إيجاد اختبارات للقدرات الإبداعية لكل تخصص حيث قال: " لا يصح أن نتكلم عن الإبداع دون أي خصوصية أي الإبداع بشكل عام مع إنه توجد عوامل مشتركة بين أشكاله المختلفة وهكذا فلا يوجد إبداع عام لأن الإبداع يظهر بطابع خاص" (1) ونحن نعتقد إن اختبارات الإبداع كلما اقتربت من التخصص كلما استطاعت أن تكشف الإبداع الخاص.
السبت يناير 28, 2023 10:38 pm من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» Building aTactical Knowledge Scale of Women's Futsal
السبت يناير 28, 2023 10:35 pm من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» الحقيبة التعليمية بأسلوب التنافس الذاتي وأثرها في تعلم الأداء المهاري وإنجاز رمي القرص للطالبات
السبت يناير 28, 2023 10:18 pm من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» The educational bag by the method of self-competition and its impact on learning skill performance And the achievement of discus throwing for female students
السبت يناير 28, 2023 10:10 pm من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» مشاركة الدكتورة لمياء الديوان في تكريم المخترعين المشاركين في معرض كلية الكوت الجامعة (42) بالتعاون مع المركز الدولي الفرنسي .
الجمعة مايو 13, 2022 5:33 am من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» السوسيومترية
الخميس فبراير 17, 2022 2:07 am من طرف ahcene
» ابحاث البروفيسوره لمياء حسن الديوان مع روابطها في المجلات منذ عام 2005-2021
الثلاثاء فبراير 15, 2022 2:07 am من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» قناتي على اليوتيوب تابعوها
الثلاثاء فبراير 15, 2022 1:37 am من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» حادث سقوط الباب الحديدي لبيت د لمياء الديوان عليها
الثلاثاء فبراير 15, 2022 12:48 am من طرف الدكتورة لمياء الديوان
» اختبارات للقوة العضلية
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 3:09 am من طرف houwirou
» الاختبارات والقياسات الفسيولوجية للجهاز القلبي التنفسي :
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 2:52 am من طرف houwirou
» اختبار التنظيم الإدراكي وتركيز الانتباه
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 2:50 am من طرف houwirou
» مصطلحات في الاختبارات والقياس
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 2:46 am من طرف houwirou
» ما هي بطارية الاختبارات البدنية وكيف يتم تصميمها؟
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 2:44 am من طرف houwirou
» مفهوم التقويم وأساليبه
الثلاثاء ديسمبر 07, 2021 2:32 am من طرف houwirou