علم وفن التدريس

المصدرالكتاب المنهجي : لمياء حسن الديوان وحسين الشيخ كتاب أصول تدريس التربية البدنية  . مطبعة البصائر . بيروت . 2016 .  

المصطلح  الاول  : التدريس

لقد اورد التربويون والمتهمون بالمناهج وطرائق التدريس ان مفهوم التدريس هو عملية تفاعلية بين المدرس وطلابه في غرفة الصف او قاعة المحاضرات او ساحة المدرسة ،ويعد التدريس اصلاحا للسلوك وتوضيح المفاهيم وترسيخ المبادئ والقيم وتتسم بالاخذ والعطاء والحوار البناء بينهم .
وهناك من يرى ان التدريس هو عملية تحديد السلوك الذي نرغب بتعلمه او اكسابه او تهيئة الظروف التي يراد ان ينمي هذا السلوك في اطارها ، وتقدير درجة التحكم في بيئة التعلم وصولا الى الهدف المنشود .

ويذهب (المؤلفان) الى أن التدريس نظام مخطط له مدخلاته وعملياته ومخرجاته وعناصره المدرس والطالب والمنهج والبيئة التعليمية ومن الجدير بالذكر ان هذه العناصر (مدرس ، طالب ، منهج) مترابطة ومتفاعلة لا ينفصل بعضها عن بعض ، فالمدرس لا يمكن ان يقوم بعملية التدريس بدون طالب ومنهج ، والمنهج لا يؤدي دوره الا من خلال مدرس يقوم بتدريسه ، وكل من المدرس والمنهج لا دور لهما بدون طالب يتعلم كل ذلك ضمن بيئة تعليمية ملائمة ومعززة بالمؤثرات المادية والاجتماعية .


فعندما نقوم بتحديد عملية التدريس من خلال عملية الاتصال نرى هناك خمسة عناصر لعملية الاتصال  وهي :-

 مرسل       رسالة    قناة ارسال   مستقبل أستجابةتغذية راجعة من المدرس

1- المرسل : هو مدرس التربية الرياضية
2- الرسالة  : هي المهارة الحركية او الفعالية او المادة المراد تدريسها.
3- قناة ارسال : هي الطريقة التدريسية التي يقوم مدرس التربية الرياضية من خلالها ايصال المعلومات ، كأن تكون الكلام المباشر مع الطلاب او من خلال وسيلة مرئية او سمعية وغيرها .
4- المستقبل :هو الطالب في ساحة المدرسة او المستمع او المحاضر.
5- الاستجابة : هي رد فعل الطالب ، اي استجابته لمثير معين يقدمه مدرس التربية الرياضية بعد ذلك يقوم المدرس بتقديم (fed back) وهي المعلومات الصحيحة المقدمة من المدرس .



علم وفن التدريس

ان الكلام على ان التدريس علم فهو مثل العلوم الاخرى من (هندسة واجتماع ولغات وفسلجة الاعضاء) كما انه يرتبط ارتباطا وثيقا بالمواد الدراسية الاخرى (علم النفس وعلم النفس التربوي ونظريات التعلم والادارة والبحث العلمي والاختبارات والمقاييس وجميع المواد الاخرى ولكل نوع من فروع هذه العلوم له طريقته الخاصة في التدريس مثل طرائق تدريس التربية الرياضية ، وطرائق تدريس اللغة العربية وطرائق تدريس العلوم ، الرياضيات ،الجغرافية ..... الخ

اما التدريس فن ، فهو ليس مجرد عمل او وظيفه بل هو عملية تصميم مشروع ضخم متشعب الجوانب وله مرتكزات واضحة ، والتدريس كفن لاستغلال مدرس التربية الرياضية القدرات الابداعية واساليب البحث العلمي وتوظيف الاخراج الجيد في الدرس والقابلية على تعديل خطة الدرس بما يمتلك من مرونة فكرية وفن توصيل المعلومات والمعارف والمهارات ، ومن هنا يمكن تحليل ما سبق ان فن التدريس هو اظهار الجمالية واقتصاد في الجهد والوقت اثناء تعامل المدرس مع جملة مهارات فنية او تربوية مصممة في بناء هرم متدرج ومتسلسل يرتبط بعدد كبير من الركائز الاساسية للمهارات التي يتعامل معها فن التدريس وهي :


1- فن التدريس : حرفة ذات اهداف واضحة .
2- فن التدريس : ابداع القائم على التدريس .
3- فن التدريس : كفايات عملية وتربوية .
4- فن التدريس : اتباع طرائق تدريسية فنية ومشوقة .

التدريس كنظام
التدريس كنظام يحتوي على مدخلات ومعالجات ومخرجات وكما موضح في أداناه .
اولا : المدخلات
تعرف المدخلات : بانها كل شي ياتي من خارج النظام ويدخل اليه ، اي انه تلك العناصر التي تدخل حدود النظام من البيئة ويقوم النظام بتجهيزها، وتدريبها، فالنظام بدون مدخلات لا يعمل ولا ينتج مخرجات، وتتمثل المدخلات بخصائص الطلاب والمنهج الدراسي والبيئة الصفية وخصائص المدرس..الخ .

ثانيا : العمليات
والمقصود بها : الالية التي يتم التعامل مع المدخلات لتحويلها الى مخرجات وهذه العمليات هي : الطرائق والاساليب التدريسية والاستراتيجيات والتقنيات اي قد تكون اله أو انسان أو مزيجا من الاثنين .

ثالثا : المخرجات
هو كل ما ينتج عن العمليات (المعالجة) ، او المخرجات هي ، نواتج العملية التعليمية،ومثال لذلك: طالب يقبل في كلية التربية الرياضية تسمى (مدخلات) من خلال المراحل الدراسية الاربع التي يتزود بها من الطرائق والاساليب التدريسية والمقرارات الدراسية بانواعها المختلفة وكذلك الاتجاهات التربوية التي يمر بها الطالب من استعدادات ودوافع وتعزيزتسمى (عمليات)اما(المخرجات) نحصل بها على مدرس للتربية الرياضية .
مثال اخر : الماء يمثل (مدخلات) عندما يدخل في الثلاجة وما يحصل له من تبريد وتكثيف يسمى (عمليات) اما المخرجات هو الحصول على (ثلج).